كتب ناصر المحيسن - الكويت في السبت 5 يوليو 2025 10:03 مساءً - تفوّق عالمي...


أوضح كاتيتش أن بلغراد فازت بحق الاستضافة بعد منافسة مع مدن كبرى مثل بلومنغتون (الولايات المتحدة)، فوكيت (تايلند)، مالقة (إسبانيا)، وسان كارلوس دي باريلوتشي (الأرجنتين)، وذلك خلال اجتماع الجمعية العامة الـ172 للمكتب الدولي للمعارض في يونيو 2023.
قوة الرياضة والموسيقى
قال السفير الصربي إن «إكسبو 2027» يركز على القوة التوحيدية للرياضة والموسيقى، وكيف يمكن لهذين العنصرين أن يعززا التفاهم العالمي ويحفزا التقدم والشمو.
ولفت إلى أنه «احتفال بالإبداع الإنساني، ورسالة سلام وتواصل تتجاوز الحدود»، وأن المعرض سيُشكّل منصة عالمية للابتكار والتنوع الثقافي والاستدامة، حيث تمتزج التقاليد الصربية مع الثقافات العالمية، عبر أنشطة تفاعلية ومعارض فنية، وعروض موسيقية حية.
أعرب رئيس البعثة الدبلوماسية في سفارة جمهورية صربيا لدى البلاد، السفير فيليب كاتيتش، عن أمله الكبير في انضمام الكويت إلى قائمة الدول المشاركة في معرض «إكسبو 2027»، الذي تستضيفه بلاده في العاصمة بلغراد، مشدداً على أن صربيا «ستكون فخورة باحتضان جناح كويتي يعكس تراثها وثقافتها وتقدمها التكنولوجي».
وأوضح كاتيتش، في لقاء خاص مع «الراي»، أن بلاده تتطلع إلى رد رسمي من الجهات المعنية في الكويت، مؤكداً أن «مشاركة الكويت ستضفي طابعاً مميزاً على الحدث العالمي».
وأضاف: «نرى في الكويت شريكاً حضارياً وثقافياً، ومشاركتها في إكسبو 2027 ستعكس عمق الروابط بين بلدينا، كما ستتيح للكويت منصة استثنائية للتواصل مع العالم، من خلال ما تقدمه من إبداع وإنجازات في مختلف المجالات».
وفي استعراض شامل للحدث، أشار السفير كاتيتش إلى أن أنظار العالم ستتجه عام 2027 إلى مدينة بلغراد، التي تستعد لاستضافة معرض إكسبو 2027 العالمي، تحت شعار: «اللعب من أجل الإنسانية – الرياضة والموسيقى للجميع»، ليكون بذلك الحدث الأبرز في جنوب شرق أوروبا، يحتفي بقوة الإبداع والرياضة والموسيقى في تعزيز الروابط الإنسانية وبناء مستقبل مشترك.
وأكد أن استضافة الحدث تمثل محطة تاريخية في مسيرة صربيا الحديثة، إذ يُعد أول معرض دولي متخصص تنظمه المنطقة، والثاني فقط على مستوى العالم تحت إشراف المكتب الدولي للمعارض (BIE)، متابعا بأن المعرض سيُقام في منطقة سورشين، إحدى ضواحي العاصمة بلغراد، خلال الفترة من 15 مايو حتى 15 أغسطس 2027، ويُتوقع أن يستقطب ملايين الزوار، مع مشاركة أكثر من 120 دولة حتى الآن، بينها 87 دولة أكدت مشاركتها رسمياً.
وأشار كاتيتش إلى أن صربيا شرعت، فعلياً، في تنفيذ مشاريع بنية تحتية كبرى استعداداً للحدث، منها مركز معارض يمتد على مساحة 100 هكتار، يضم أجنحة وطنية وقاعات للمؤتمرات ومسارح ومساحات عامة.
كما يجري بناء ملعب وطني ومجمع سكني حديث، يضم أكثر من 1500 وحدة سكنية، ستستخدم خلال المعرض كقرية دولية، ثم تتحوّل لاحقاً إلى مساكن مستدامة، وتشمل الخطط أيضاً توسعة مطار بلغراد الدولي، وتعزيز شبكات الطرق والسكك الحديدية لربط الموقع بباقي مناطق البلاد.
ووصف السفير المعرض بأنه سيكون بمثابة مهرجان عالمي نابض بالحياة، حيث تلتقي الثقافات والتقاليد من شتى أنحاء العالم، وقال: «تخيلوا أن تشاهدوا الطبول اليابانية إلى جانب السامبا البرازيلية، وأن يتجاور التطريز الأوزبكي مع الفولكلور النرويجي... كلها تتوحّد على أرض واحدة في فسيفساء فنية وإنسانية».
وأضاف أن من أبرز عناصر الحدث؛ الدمج الإبداعي بين الرياضة والموسيقى، حيث تُعرض الفنون الحركية والتقاليد الثقافية للدول من خلال عروض رياضية وفنية مبهرة، مثل رقصة الكولو الصربية، والتانغو الأرجنتيني، والدراويش التركية.
من الناحية الاقتصادية، توقّع كاتيتش أن يحقق المعرض عوائد مالية تفوق 6 مليارات يورو من السياحة والاستثمار والصفقات التجارية، وقال إن الحكومة الصربية ترى في المعرض فرصة استراتيجية لتعزيز الاقتصاد الوطني، عبر تحفيز قطاعات الضيافة، النقل، التجارة، والتكنولوجيا، إضافة إلى خلق آلاف فرص العمل.
وختم كاتيتش اللقاء مؤكداً أن صربيا «عازمة على جعل (إكسبو 2027) منصة شاملة للحوار والتعاون الدولي»، مشيراً إلى أن هذا الحدث سيضع بلاده في موقع ريادي جديد على خريطة العالم الاقتصادية والثقافية، وسيكون دعوة مفتوحة للعالم لبناء مستقبل أكثر تواصلاً وشمولاً وإنسانية.