كتب ناصر المحيسن - الكويت في السبت 29 مارس 2025 09:55 مساءً - أكد عميد السلك الدبلوماسي سفير طاجيكستان الدكتور زبيد الله زبيدوف أن العلاقات السياسية بين طاجيكستان والكويت، شهدت تعزيزاً وتوسعاً ملحوظاً، استناداً إلى الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والالتزام بالمعايير القانونية الدولية.
وأضاف زبيدوف، في مؤتمر صحافي عقده، الجمعة، بمناسبة الذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات بين البلدين، أنه «خلال العقود الثلاثة الماضية، شهدت الروابط الثقافية بين البلدين، ولا سيما في مجالات الثقافة والفنون والأدب، نمواً ملحوظاً. كما اتسعت العلاقات الإنسانية بين البلدين بشكل لافت».


وأشار إلى أن بلاده ألغت تأشيرة الدخول إلى أراضيها للكويتيين، وهناك مناقشة مع الجانب الكويتي، لتسهيل دخول الطاجيكيين إلى الكويت، «حيث وعد وزير الخارجية عبدالله اليحيا بالنظر في هذا الأمر في أقرب وقت، وذلك بالسماح للطاجيكيين بالحصول على التأشيرة الإلكترونية».
سفارة وأرض
وكشف زبيدوف عن «قرب افتتاح سفارة كويتية في العاصمة دوشنبيه، وتعيين سفير للكويت هناك، بعد صدور مرسوم بهذا الخصوص، وأتوقع أن يتم الافتتاح خلال الأشهر القليلة المقبلة، فضلاً عن تخصيص أرض لبناء سفارة طاجيكية بالمنطقة الدبلوماسية في مشرف، موضحاً أن عملية الإنشاء ستبدأ قريباً».
كما كشف عن تخصيص بلده أرضاً لإنشاء سفارة كويتية في دوشنبيه، بمبدأ المعاملة بالمثل، وقال «أنا راض عن الإنجازات التي تحققت حتى الآن، حيث إن علاقاتنا السياسية متميزة، ووقعنا مع الكويت نحو 30 اتفاقية تعاون ومذكرات تفاهم»، مشدداً على ضرورة تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وأضاف «لدينا برنامج لتطوير العلاقات الاقتصادية بين بلدينا، مشيراً إلى مساهمات الصندوق الكويتي للتنمية في عملية التنمية في طاجيكستان والذي مول 6 مشاريع حيوية هناك». وكشف عن «استضافة الكويت لمؤتمر خارجية دول الخليج ووسط آسيا، في منتصف الشهر المقبل، على أن تعقد القمة على مستوى القادة في مدينة سمرقند الأوزبكية في شهر مايو المقبل».
استثمار
ودعا السفير المستثمرين الكويتيين للاستثمار في بلاده، التي قال «إنها توفر المناخ المناسب للاستثمار الأجنبي. فقطاع السياحة يعد مجالًا آخر للتعاون المتنامي بين البلدين الصديقين، حيث ساهمت الرحلات الجوية المباشرة بين دوشنبيه والكويت في تعزيز هذا التقدم»، لافتاً إلى أن «الموقع الجغرافي لطاجيكستان في آسيا الوسطى، وموقع الكويت في الشرق الأوسط على طريق الحرير التجاري، يمثلان أهمية إستراتيجية كبيرة».
وأشار إلى أن «الاستخدام الفعال للإمكانات المالية والاستثمارية للكويت، إلى جانب القدرات الاقتصادية والموارد الطبيعية لطاجيكستان، سيكونان ذوي فائدة كبيرة في تنفيذ إستراتيجيات التنمية الوطنية في كلا البلدين».
عام مميز للعلاقات الثنائية
قال السفير زبيد الله زبيدوف، إن «عام 2025 يمثل محطة بارزة في تاريخ العلاقات الثنائية بين طاجيكستان والكويت، حيث نحتفل بالذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا بكل فخر واعتزاز»، متمنياً أن تستمر هذه العلاقات المتميزة في النمو والازدهار، لما فيه خير شعبينا الصديقين.
محطات دبلوماسية بارزة
ذكر زبيدوف أن «اللقاء الأول بين رئيس جمهورية طاجيكستان، إمام علي رحمن، وأمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، في ديسمبر 1994 بمدينة الدار البيضاء بالمغرب، خلال قمة منظمة التعاون الإسلامي، شكّل نقطة تحول في مسار العلاقات بين البلدين. فقد كان لهذا اللقاء تأثير كبير في تحديد مسار التعاون المستقبلي، إذ أسس لعلاقات رفيعة المستوى بين قادة البلدين».
وأضاف «نتيجة لهذا اللقاء التاريخي، تم رسمياً تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين طاجيكستان والكويت في 31 مارس 1995. وفي الشهر التالي، أبريل 1995، قام رئيس طاجيكستان، بناءً على دعوة رسمية من الشيخ جابر الأحمد، بأول زيارة رسمية له إلى الكويت. وخلال مقابلة خاصة مع الصحافة الكويتية، وصف الرئيس إمام علي رحمن، أهمية زيارته الأولى لهذه الدولة العربية بقوله: لقد كانت الكويت نموذجاً لطاجيكستان، نسعى إلى التعلم منها في مسيرتنا نحو التنمية والتقدم».