كتب ناصر المحيسن - الكويت في الأحد 12 يناير 2025 10:06 صباحاً - أكد سفير مملكة بوتان لدى البلاد تشيتيم تينزين، تشارك البلدين في العديد من أوجه التشابه، واصفاً علاقة الصداقة التي تربط بينهما بأنها «ممتازة وقوية كالصخر»، منذ بدء العلاقات الدبلوماسية في عام 1983، مشدّداً على دعم البلدين أحدهما للآخر، في جميع المنظمات الثنائية والمتعددة الأطراف، كما تتقاسمان العديد من المصالح والأهداف المشتركة.
وأعرب السفير تينزين، في لقاء مع «الراي»، عن امتنانه للقيادة الكويتية على الدعم الذي قدمته لبلاده على مدار نحو 40 عامًا، مشيراً إلى أن الصندوق الكويتي للتنمية في طليعة المؤسسات التي ساعدت في إنشاء العديد من المشاريع في بوتان، وأن الأخيرة تتطلع دائماً للاستفادة من قدرات الكويت وخبرتها الواسعة في تمويل المشاريع، وأن الكويت ظلت موجودة دائماً لدعم بوتان أثناء الكوارث الطبيعية، ودورها الإنساني موضع تقدير كبير بجميع أنحاء العالم.
وقال إن «صندوق التنمية» يموّل حالياً مشروعًا للطاقة الكهرومائية في بوتان، وهو مشروع طاقة مستدام وصديق للبيئة، مبيناً أن العامين الماضيين شهدا تبادل زيارات رفيعة المستوى، سواء خاصة أو رسمية من القيادة البوتانية إلى الكويت، شملت الملك والأمير وشقيق الملك.
تأشيرات
وعن منح التأشيرة للكويتيين لزيارة بوتان، قال السفير يتنزين: الإجراءات تنحو لجهة التبسيط حالياً، ونحاول أن نجعلها سريعة وسهلة قدر الإمكان، لكن حتى ذلك الحين سيسود النظام الحالي الذي يستغرق يومين للحصول على تأشيرة عبر الإنترنت، مبيناً أن هناك اهتماماً متزايداً من جانب الكويتيين لزيارة بوتان واستكشاف غموضها، حيث تمتزج التقاليد مع الحداثة، بشكل سلس.
ولفت إلى العمل على إطلاق الرحلات المباشرة بين البلدين، معرباً عن أمله في أن تبدأ شركة الطيران الوطنية في بوتان عملياتها بحلول أبريل.
العمالة البوتانية
وقال إن طلائع العمال البوتانيين المهرة وصلوا إلى الكويت بأواخر 2014 - 2015، وزاد عددهم بعد ذلك، خصوصاً في قطاع الخدمات، وبلغ نحو 3000 قبل جائحة كورونا في 2020، حيث غادر نصفهم ولم يبق منهم سوى النصف.
وأشار إلى ارتفاع الأعداد بعد انجلاء الوباء إلى نحو 8000 بوتاني، يعمل معظمهم في قطاع الضيافة، وهم موضع تقدير كبير ومطلوبون لمهاراتهم وتقيدهم بالولاء وأخلاقيات العمل.
وكشف عن أن 90 في المئة من القوى العاملة البوتانية خارج بوتان تعمل في الكويت، وبقية الشتات البوتاني في أستراليا والولايات المتحدة وأوروبا، معظمهم من الطلاب.
وبصفته سفير بوتان لدى الكويت والسعودية، قال السفير يتنزين إن الخطط جارية أيضًا لرفع مستوى المشاركة مع المملكة في المستقبل القريب، مشيراً إلى تطلع بوتان إلى المشاركة مع جميع دول مجلس التعاون الخليجي وتطوير العلاقات معها بشكل أوثق.
استثمارات
وذكر ان بوتان تفتح أذرعها للفرص الاستثمارية، كجزء من مشروعها الملكي الإستراتيجي، المتمثل في تطوير مدينة «جيليفو»، مبيناً أنها منطقة إدارية حرة مساحتها 2000 كيلومتر مربع، وستكون مدينة مستقبلية تعرف باسم «مدينة اليقظة»، وتنهض بشكل أساسي على خدمات الضيافة والسياحة والتعليم والصحة والخدمات المالية، وستكون منطقة مستقلة على غرار سنغافورة، حيث سيتم سن قوانين منفصلة لحكم المدينة.
وأشار إلى أن العمل على البنية التحتية بدأ بالفعل هناك، وأنهم يأملون في أن تساعد المدينة على النهوض الاقتصادي وتفعيل أنشطته.
7 مجموعات اقتصادية
أكد سفير بوتان أنه سيكون لمدينة جيليفو قوانينها وأنظمتها الخاصة وسيبدأ التطوير من خلال الاستثمار الأجنبي المباشر.
وأوضح أن المدينة تهدف إلى تعزيز الابتكار والتنمية الاقتصادية، مع الحفاظ على التزام بوتان بالاستدامة البيئية.
وقال إن المنطقة تتألف من سبع مجموعات اقتصادية رئيسية: الروحانية، والصحة والعافية، والتعليم والمعرفة، والطاقة والتكنولوجيا الخضراء، والتمويل والأصول الرقمية، والتكنولوجيا الزراعية والغابات، والطيران والخدمات اللوجستية.
الحركة الأولمبية
ذكر السفير تينزين أن بوتان تشغل حالياً منصب نائب الرئيس المشترك للمجلس الأولمبي الآسيوي، التي يقع مقرها الرئيسي في الكويت، جنباً إلى جنب مع أوزبكستان.
وأضاف أن بلاده لعبت دوراً بارزاً في قيادة الحركة الأولمبية في آسيا، على مدى العقود الثلاثة الماضية، حيث زار نائب الرئيس شقيق الملك الأمير وانجشو الكويت مرات عدة، مبيناً أن قرار حكومة الكويت منح الصفة الدبلوماسية للمجلس الأولمبي الآسيوي يعني أن موظفي المجلس هم دبلوماسيون الآن.
مملكة السعادة
أشار تينزين إلى أن بوتان حافظت لأكثر من 50 عاماً على ثقافتها وبيئتها وغاباتها البكر وطبيعتها الخلابة، مما يجعلها مملكة السعادة، مشيراً إلى أن التنشيط الاقتصادي المنتظر سيساعد في تحسين مستوى معيشة السكان، وعليه تم اتخاذ القرار بإنشاء المنطقة الاقتصادية، على غرار سنغافورة ودبي وسويسرا.