شاهد اول تسريبات المومس الفاضلة إلهام شاهين التي اثارت ضجة

كشفت إلهام شاهين أثناء تواجدها بمهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي العام الماضي 2021، أنها قررت العودة إلى خشبة المسرح من خلال مسرحية الساقطة الفاضلة، شرط أن تكون المسرحية من إخراج الفنانة سميحة أيوب، التي سبق لها لعب دور البطولة في نفس المسرحية في ستينيات القرن الماضي.

Advertisements

وتصدرت إسم مسرحية “الساقطة الفاضلة”، محركات البحث، بعدا إعلان النجمة إلهام شاهين، وهاجمها الكثير من رواد مواقع التواصل الإجتماعي، اعتقادًا منهم في أن العنوان يحمل قدرًا من الجرأة.

وردت إلهام شاهين على تلك الانتقادات بسخرية، ووصفت من ينتقدون إسم المسرحية ب”الجهلاء” الذين لا يعرفون من هو الأديب الفرنسي “جان بول سارتر”، ومالهمش في”البطيخ”.

أخر وقوف للفنانة إلهام شاهين على المسرح

كان اخر وقوف للفنانة إلهام شاهين على خشبة المسرح قبل 22 عاما، حيث كانت أخر أعمالها المسرحية، رواية “رجل في المصيدة” المقتبسة عن قصة أجاثا كريستي بنفس الاسم، وشاركها بطولتها جورج سيدهم، يوسف شعبان، إحسان القلعاوي، محمد وفيق، نبيل الدسوقي، وسامي مغاوري، وهي من إخراج سعد أردش.

6 معلومات عن الساقطة الفاضلة

بعد الضجة الكبيرة التي أثارتها مسرحية”الساقطة الفاضلة”، سوف سنتعرض معكم في هذا المقال 6 معلومات عنها، ونتعرف على سبب تسميتها بهذا الإسم الذي أثار غضب الجمهور.

1- رواية “الساقطة الفاضلة” أو “المومس الفاضلة” كتبها الفرنسي جان بول سارتر عام 1946، وناقش فيها قضية العنصرية ضد أصحاب البشرة السوداء في الولايات المتحدة الأمريكية.

2- استوحي الكاتب الفرنسي رواية “المومس الفاضلة” خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وإطلاعه على تفاصيل قضية شهيرة للعنصرية ضد السود، وهي “قضية سكوتسبورو”، التي تم فيها اتهام 9 من المراهقين السود الذين تصادف وجودهم ضمن ركاب أحد القطارات، بالاعتداء على فتاتين ليل من البيض، وتم إنزالهم في منتصف الرحلة والقبض عليهم في مقاطعة “سكوتسبورو”.

3- اعترفت واحدة من العاهرتين أمام القاضي أن التسعة متهمين لم يعتدوا عليها، لكن المحلفين والمحكمة رفضوا شهادتها وحكم على ثمانية متهمين بالإعدام، فيما عاش المراهق التاسع ويدعى روي رايت، وكتب شهادته في كتاب أستوحى منه جان بول سارتر رواية المومس الفاضلة.

4- انتَقد سارتر في مسرحيته العنصرية والنظام الطبقي في المجتمع الأمريكي بشكل ساخر سارداً قصة العاهِرة البيضاء والرجل الزنجي المتهم بالتعدي عليها والرجل الأبيض الغني الذي ارتكب الجريمة.

5- المسرحية التي عُرِضت في باريس في نوفمبر 1946، من فصل واحد ولوحتين، وتقوم هذه المسرحية على البطلة «ليزي»، وهي مومس أمريكية، في نفسها بقية من حب الخير والحق، بقيت في نفسها بعد ما التهمت الحياة الامريكية سائرها، رأت رجلا أبيض يقتل زنجيا، وهي تري في عمل الأبيض جريمة، ولكن «فرد» ابن عم الابيض، وهو أيضا أحد زبائنها، يطلب منها أن تشهد أن الابيض قتل الزنجي حين حاول اغتصابها من باب الدفاع عنها، فترفض، وإذا بالبوليس يهددها بإلقاء القبض عليها بتهمة البغاء إن لم تقم بهذه الشهادة، فلا تجد مفرا من الرضوخ، وحين تتوجه مع «فرد» إلى بيتها تجد زنجيا آخر هاربا في حمامها فرارا من البيض، فيفعل «فرد»، ما فعله ابن عمه، ويقتل الزنجي، وتثور «ليزي» وتخطف المسدس منه لتطلق عليه النار، ولكن «فرد» يغريها بالوعود، وأنه سوف يهب لها بيتا جميلا على ضفة النهر، وسيكون زبونا دائما لها ثلاث مرات في الاسبوع، فتعطية المسدس، وتسكت هذه المومس الفاضلة، وتقف أمام القاضي بتهمة القتل لتأخذ القضية منحى مختلفا.

6- كتب سارتر نهاية جديدة ملائمة للمسرحية التي عرضت في الاتحاد السوفيتي مع الفيلم السينمائي الذي صدر في عام 1952، وفي هذه النهاية الجديدة ظهرت نقطة فاصلة في العنصرية والتمييز الطبقي رافضا شهادة ليزي الزور.

7- قال الكاتب الفرنسي “جان بول سارتر” في تعليقه بشأن التعديلات: “أعلم أن الكثير من طبقة الشباب العاملة اتفرج هذه المسرحية وشعر بخيبة أمل بسبب نهايتها بهذا الشكل الحزين، وأعلم أيضا أن الشئ الوحيد الذي يدعو للتفاؤل هو احتياج الجمهور الذي عليه التعلُق بالحياة”، كما انتقد القرار البطولي للشخصية الرئيسية والنهاية السعيدة للمسرحية كون المسرحية تعكس حقيقة العنصرية في أمريكا عام 1930.​

المومس الفاضلة تثير غضب الشارع المصري

ضجت وسائل الإعلام المصرية بالحديث عن “أخلاقية” عرض مسرحية يحتوي اسمها على لفظ “مومس” أو “ساقطة”، وقال “عبدالله رشدي”، وهو إمام مسجد وباحث في شؤون الأديان: “لن نقبل بتمرير هذا المصطلح في مجتمعنا .. حتى لا يوضع في اللاوعي عند شبابنا أن المومس يمكن أن تكون بطلة مجتمعية”.

ووصل اللغط إلى ساحة البرلمان؛ ليتقدم النائب “أيمن محسب” بطلب إحاطة موجّه لرئيس مجلس الوزراء ووزيرة الثقافة. وردًا على المهاجمين، قالت “سميحة أيوب” إن هناك من يريد أن يعيدنا إلى “الكهوف” مرة أخرى.

ويرى “حسن حماد”، أستاذ الفلسفة وعلم الجمال، أن هذه الضجة تعكس جانبا خطيرا في الثقافة المصرية التي “تمرّ بأزمة ضيق الأفق واتساع مساحة التحريم” مقارنة بالفترة التي عُرضت فيها المسرحية بمصر أول مرة.

وحدد 3 تابوهات يرى أنها تثير الناس في الثقافة المصرية أكثر من سواها: هي الجنس، والدين، والسياسة، مضيفا أن الجنس والدين يتقدمان في هذا المضمار بينما تأتي السياسة في مرتبة متأخرة.

وحذر “حماد” من مغبة سيادة “ثقافة العوام” ومن “خطرها على الإبداع والفكر الجديد”.

وفي مداخلة تليفزيونية مع الإعلامي المصري “عمرو أديب”، قال النائب “أيمن محسب” في معرض هجومه على فكرة تقديم المسرحية: “لدينا عادات وتقاليد لا يجب أن نخرج عنها”.

ويرى البرلماني المصري، أن المسرحية في تناولها ومعالجتها “غير مناسبة للمجتمع المصري”، بل ومن الممكن أن يطلق عليها “فن إباحي”، كما نقلت عنه صحيفة “المصري اليوم”.

وفي مقدمة تعريفية للمسرحية، يقول المترجم “عبدالمنعم الحفني”، إن “سارتر لا يقدّم أدبًا إباحيًا، وعلى العكس فإنه في كتاباته يبرز مسائل الواجب والالتزام، وكلها تدور حول الأخلاق”.

ويرى مهاجمو “المومس الفاضلة” أن لفظ “مومس” غير مناسب، مطالبين بتغييره على أقل تقدير.

وقال النائب “أيمن محسب”: “استفزّني اسم المسرحية”، متسائلا: “أي رسالة في هذا العنوان؟”.

أخبار متعلقة :