الملف الفلسطيني وخاصة ملف "حرب غزة" سيكون الحدث الأهم بالنسبة للقادة العرب، وأن مصير ومستقبل المنطقة بأسرها متعلق إلى ما تؤول إليه الحرب الدائرة وانعكاساتها المستقبلية على دول الجوار ودول المنطقة، ما يدفع إلى ضرورة التوصل إلى قرارات بناءة تسهم في تعزيز التضامن العربي ودعم جهود إحلال السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، والدفع إلى وقف دائم للحرب وإعادة الحياة إلى قطاع غزة دون عوائق.
إضافة للملف الإيراني الذي أصبحت تدخلاته الأخيرة في أحداث غزة سبباً مباشراً لاتساع الصراع على النطاق العالمي، ودفع المنطقة لتكون ساحة للتناحر الدولي بين القوى الغربية والشرقية، إضافة لإضعاف الرأي العالمي المؤيد والمساند للقضية الفلسطينية.
أمن المنطقة ومستقبل السلام، كل هذه الكلمات ستتكرر كثيراً خلال هذه القمة المهمة وفي هذا الوقت المهم، بسبب ما تشهده منطقة الشرق الأوسط خاصة والعالم بشكل عام من توترات تلقي بظلالها على جميع دول المنطقة، ففي المقابل ستتحمل جميع الدول تكاليف ارتفاع فاتورة التصعيد وسباق التسلح في المنطقة، فكل خطوة تصعيدية تنعكس بشكل مباشر على أمن الدول واقتصادها وتجارتها.
العالم اليوم مرتبط بشكل تام مع بعضه البعض في عدة أمور سياسية واقتصادية يؤثر ويتأثر لأي حدث وفي أي بقعة على هذا الكوكب، فما بالك بأهم بقعة على الكرة الأرضية وهي منطقة الشرق الأوسط والتي تربط العالم بأهم نقاط التواصل التجاري وأهم الممرات المائية وتعد نقطة الاتصال بين الشرق الغرب براً وبحراً وجواً.
ومن المتوقع أن تكون القمة القادمة في مملكة البحرين محط أنظار العالم ومن أكثر القمم العربية متابعة وحضوراً على المستوى السياسي والإعلامي والشعبي، في انتظار ما تخرج به من قرارات وتفاهمات ستشكل خارطة طريق نحو السلام في العالم بشكل عام، وتعكس توجهات ومصير كثير من دول المنطقة.
قمة البحرين ستكتب في التاريخ، فبعد عشرة أيام ستؤكد مملكة البحرين بأنها حجر أساسي في السياسة الخارجية ومقرر مهم في المنطقة وأن حكمة ورؤى قائدها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه السياسي دائماً ما كانت تستشرف أمن المنطقة بالسلام وتحقيقه عن طريق العدل وإعطاء الأشقاء الفلسطينيين حقهم في دولة مستقلة، وأن سبيل القتل والظلم لن يولد سوى المزيد من المآسي والأزمات في العالم.